ماذا عن تنظيم الأسرة ? !
خلق الله الدنيا وجعلها من أجمل ماخلق وزينها بالأنسان ووضع له عقلاً وملكه الأرض به وجعله سيداً على من فيها
وسخر له ماعليها وما بداخلها وقال له أسعى في مناكبها فتكاثر فيها وصار شعوباً وأمماً وعاش في جميع أرجائها. إذا
ماخلقت الدنيا إلا للإنسان وخصه الله بكل ميزاتها فالإنسان هو غاية الغايات وإليه تجب أن تسخر جميع الإمكانيات
والخدمات ليرقى ويسعد إلى حيث لايمكن للعقل أن يتصور المراحل النهائية لهذه الطموحات ,
والإنسان هو العنصر الأساسي اللازم لعملية التنمية والذي أصبح يزيد عن حاجة البلاد وإمكانياتها ,لذلك لابد أن ننتبه إلى
ضرورة تبني السياسات المناسبة واتخاذ الإجراءات الملائمة للحد من النمو السكاني المطرد والإقلاع بوتائر التنمية بكل
اتجاهاتها لذلك لابد من عملية تهدف إلى تحقيق ذلك وهي عملية تنظيم الأسرة .
إن كلمة تنظيم كلمة واسعة المدلول فسيحة المفهوم لأن التنظيم مطلوب في كل أمر ,وقد يكون التنظيم حسياً أو عاطفياً أو
أقتصادياً أو أجتماعياً أو فكرياً ......الخ
وكلمة الأسرة كذلك كلمة عريضة عميقة ,فالأسرة هي اللبنة الأولى في المجتمع وبسلامة الأسرة وقوتها يكون المجتمع
سليماً قوياً ,وبناء الأسرة يحتاج إلى تمهيد وإعداد ,فإذا أضفنا كلمة تنظيم إلى كلمة الأسرة كان علينا أن نفهم من الكلمتين
كل أمر يعمل على تهيئة الظروف السوية المنظمة التي تعاون الأسرة على أن تعيش سعيدة في مختلف النواحي والجهات .
فتنظيم الأسرة هو إنجاب الأطفال في الوقت الذي يحدده الوالدان وبالعدد الذي يتناسب مع وضعها الصحي
والاقتصادي ,إنه التخطيط الهادف إلى تكوين الأسرة الصحيحة جسدياً ونفسياً .
وإن صحة هذه الأسرة وخلوها من الأمراض الجسدية والنفسية التي تجعل من المجتمع مجتمعاً سليماً قوياً منتجاً ,وكل
أمر له صلة بالأسرة من حيث تكوينها وصحتها ورفاهيتها هو بالطبع له أهميتها الاجتماعية والاقتصادية والصحية ولاشك
أن موضوع تنظيم الأسرة يعتبر من أهم الأمور التي تتناول حياة الأسرة من كل جانب وعن تنظيم الأسرة من الناحية الإجتماعية
تعتبر الأسرة أهم عوامل التربية والتنشئة الاجتماعية التي تشكل شخصية الفرد وتحدد سلوكه ومبادئه ,وهي التي تسهم
بشكل كبير في النمو الاجتماعي والثقافة الاجتماعية ,كما لها دور وظيفة اجتماعية نفسية هامة وهي المدرسة الاجتماعية
الأول للطفل التي تسهم في أشباع رغباته النفسية والبناء النفسي السليم الأمومة والأبوة مسؤولية كبرى وعندما نختارها
بملئ اراداتنا علينا أن نتحمل كل تبعاتها وأن نضع احتياجات أطفالنا في المقام الأول ولاسيما في السنوات الخمسة الأولى
من حياة الأسرة التي تبنى على أساس المودة والتفاهم والحب وتهيىء جو أسري متسامح متعاطف مرن بعيد عن الجمود
والتزمت أسرة ذات علاقات ودية بين الوالدين وبين الابناء قائمة على الصداقة والحوار واحترام الآراء بالاضافة إلى
اتفاق الأبوين على استراتجية موحدة فيما يخص طريقة وأساليب التعامل مع أولادها والاعتراف بقدراتهم وسماكاتهم هي
والسعي لتطويرها دون اللجوء إلى المقارنة فيما بين قدرات الأخوة وانجازاتهم كل ذلك يوفرعنا صر الثقة والأمان والبناء
الصحيح والشخصية المتزنة وانشاء جيل سوي واسرة سعيدة يحب أفرادها بعضهم بعضاً ومنها إلى حب المدرسة
والآقران والمجتمع كله هذه التربية التي تغذى بالحب والرعاية المستمرة من خلال العلاقات الاجتماعية الصحيحة تظهر
المعاني والقيم الأخلاقية المرتبطة بالعائلة التي تقوم بدورها إلى آنسابهم تلك المعاني والمعايير والسلوكيات ولاسيما
الصدق والتسامح والمحبة والتعاون ونبذ التعصب وغيرها من القيم التي تعزز تماسك الشخصية الفردية والاسرة
والمجتمع .
د/ شكرية محمد عثمان - مسئول تنظيم الأسرة - رئيس اللجنة الفنية للمنتدى .