البشارات بالنبى صلى الله عليه وسلم فى الكتب السابقة
1-
البشارات بالنبي عليه الصلاة والسلام في الكتب السابقة:
أكدت نصوص القرآن والأحاديث النبوية وجود البشارة بالنبي صلى الله عليه وسلم في كتب الأنبياء السابقة
وفي التوراة والإنجيل
, وبالرغم مما تعرضت له هذه الكتب من زيادة ونقص وتبديل , إلا أنه لا يزال بها
بعض من دلائل نبوة الرسول عليه الصلاة والسلام
قال الله تعالى
الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ
...[الأعراف : 157]
في التفسير الميسر
هذه الرحمة سأكتبها للذين يخافون الله ويجتنبون معاصيه
, ويتبعون الرسول النبي الأمي الذي لا يقرأ
ولا يكتب , وهو محمد صلى الله عليه وسلم , الذي يجدون صفته وأمره مكتوبَيْن عندهم في التوراة والإنجيل
البشارة الأولى
جاء في سفر إشعياء
(
إشعياء 29 : 12 أَوْ يُدْفَعُ الْكِتَابُ لِمَنْ لاَ يَعْرِفُ الْكِتَابَةَ وَيُقَالُ لَهُ: «اقْرَأْ هَذَا» فَيَقُولُ: « لاَ أَعْرِفُ الْكِتَابَةَ». )
والنص بالإنجليزية " يقال له اقرأ فيقول لا أعرف القراءة " أو لم أتعلم القراءة , وهذا الأقرب للصحة
فمن غير المعقول أن تطلب من أحد القراءة فيقول لا أعرف الكتابة !, ولكن الطبيعي أن يقول لا أعرف القراءة أو أنا غير متعلم !!.
النص مرة ثانية : وَيُقَالُ لَهُ: «اقْرَأْ هَذَا» فَيَقُولُ: « لاَ أَعْرِفُ الْكِتَابَةَ».
جاء في صحيح البخاري
عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ ، أَنَّهَا قَالَتْ أَوَّلُ مَا بُدِئَ بِهِ
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْوَحْىِ الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ فِي النَّوْمِ، فَكَانَ لاَ يَرَى رُؤْيَا إِلاَّ جَاءَتْ مِثْلَ
فَلَقِ الصُّبْحِ ، ثُمَّ حُبِّبَ إِلَيْهِ الْخَلاَءُ ، وَكَانَ يَخْلُو بِغَارِ حِرَاءٍ فَيَتَحَنَّثُ فِيهِ ـ وَهُوَ التَّعَبُّدُ ـ اللَّيَالِيَ ذَوَاتِ الْعَدَدِ
قَبْلَ أَنْ يَنْزِعَ إِلَى أَهْلِهِ ، وَيَتَزَوَّدُ لِذَلِكَ ، ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى خَدِيجَةَ ، فَيَتَزَوَّدُ لِمِثْلِهَا ، حَتَّى جَاءَهُ الْحَقُّ وَهُوَ فِي
غَارِ حِرَاءٍ ، فَجَاءَهُ الْمَلَكُ فَقَالَ اقْرَأْ
. قَالَ " مَا أَنَا
بِقَارِئٍ " . قَالَ " فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الْجَهْدَ ، ثُمَّ أَرْسَلَنِي فَقَالَ اقْرَأْ . قُلْتُ مَا أَنَا بِقَارِئٍ . فَأَخَذَنِي
فَغَطَّنِي الثَّانِيَةَ حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الْجَهْدَ ، ثُمَّ أَرْسَلَنِي فَقَالَ
اقْرَأْ . فَقُلْتُ مَا أَنَا بِقَارِئٍ . فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّالِثَةَ ، ثُمَّ أَرْسَلَنِي فَقَالَ {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ} ". فَرَجَعَ بِهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَرْجُفُ فُؤَادُهُ ،... الحديث. [1]
البشارة الثانية
جاء في العهد القديم أن الله تعالى قال لموسى عليه السلام : ( تثنية 18 : 18 أُقِيمُ لهُمْ نَبِيّاً مِنْ وَسَطِ
إِخْوَتِهِمْ مِثْلكَ وَأَجْعَلُ كَلامِي فِي فَمِهِ فَيُكَلِّمُهُمْ بِكُلِّ مَا أُوصِيهِ بِهِ ).
من المعروف أن من أبناء إبراهيم عليه السلام
, إسماعيل وإسحاق عليهما السلام , وقد جاء كل الأنبياء من ذرية إسحاق بداية من ابنه يعقوب ( إسرائيل ) عليه السلام , نهاية بالسيد المسيح عليه السلام . ولم تأت أي نبوة في نسل إسماعيل عليه السلام
فالعرب أولاد إسماعيل أخوة اليهود أولاد إسحاق. فعندما قال الله تعالى لموسى أقيم لهم نبيا" من إخوتهم (وليس منهم) , فالمقصود من نسل إسماعيل عليه السلام
يدعي النصارى أن المقصود بهذه النبؤة السيد المسيح
!!.
نراجع النص وندرس الثلاث صفات مع مقارنة بسيطة
:
النبي يجب أن يكون
1- مثل موسى
2-يكون كلام الله في فمه
3-يتكلم بما يوصيه به الله تعالى
أولا": من مثل موسى عليه السلام ؟ هل هو عيسى أم محمد عليهما الصلاة والسلام ؟
أ
- موسى عليه السلام من أب وأم , كذلك محمد عليه الصلاة والسلام , ولكن عيسى عليه السلام من أم فقط
ب- موسى عليه السلام كان قائدا" على قومه , كذلك محمد عليه الصلاة والسلام , ولكن عيسى عليه السلام لا
ج
- موسى عليه السلام جاءه تشريع كامل , كذلك محمد عليه الصلاة والسلام , ولكن عيسى عليه السلام قال لم آتي لأنقض بل لأكمل
د- موسى عليه السلام تزوج , كذلك محمد عليه الصلاة والسلام , ولكن عيسى عليه السلام لا
موسى عليه السلام يعتبره أتباعه بشر ورسول من الله تعالى , كذلك محمد عليه الصلاة والسلام , ولكن عيسى عليه السلام لا يعتبره أتباعه كذلك
ثانيا
": من الذي يقول كلام الله ؟!!
جاء القرآن الكريم بنفس اللفظ عن الله تعالى
, فتبدأ قراءته ( بسم الله الرحمن الرحيم ),
فاللفظ في القرآن عن الله تعالى وعندما يقول الله تعالى
( قل هو الله أحد ) , لم يقل الرسول عليه الصلاة والسلام ( هو الله أحد ) , بل قال ( قل هو الله أحد ) , فجاء اللفظ كما جاء عن الله تعالى
وهذا تأويل
(( أجعل كلامي في فمه )). والله تعالى أعلم.
ثالثا
" : من الذي يتكلم بما يوصيه به الله تعالى
قال الله تعالى
" وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4) عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى (5)( سورة النجم )
وقال تعالى
قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ
.... [فصلت : 6].
نكتفي بهذه البشارات والحمد لله رب العالمين